قال الرازي في الجرح والتعديل: (وقد تكلم فيه ابن علية فقال كأن كل من كان اسمه عاصما سيئ الحفظ، نا عبد الرحمن قال وذكر أبي عاصم بن أبي النجود فقال محله عندي محل الصدق صالح الحديث ولم يكن بذاك الحافظ)([1161]).

وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب: (وخطأه أبو بكر بن أبي داود... قال ابن سعد كان ثقة إلا أنه كان كثير الخطأ في حديثه... وقال يعقوب بن سفيان في حديثه اضطراب وهو ثقة... قال ابن خراش في حديثه نكرة وقال العقيلي لم يكن فيه إلا سوء الحفظ وقال الدارقطني في حفظه شيء ... وقال العجلي كان عثمانيا)([1162]).

أقول: وسيّئ الحفظ في الرواية ومن كان في حديثه اضطراب وكثير الخطأ في الحديث لا تؤخذ بروايته حتى لو كان ثقة، إلا أن يوافق حديثه حديث الثقات، وحديث (سيدا كهول أهل الجنة) لم يروَ عن ثقة، وعليه فلا يمكن أن يؤخذ برواية عاصم لسوء حفظه وعدم موافقة حديثه لحديث الثقات.

ولو اعرضنا بوجهنا عن سوء حفظ عاصم وكثرة خطئه واضطراب حديثه، لما أمكن لنا قبول روايته لسبب آخر مهم، وهو كونه عثمانيا، والعثمانيون معروفون ببغضهم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه ووضعهم وتشجيعهم لكل حديث يؤدي إلى خفض منزلة أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين عموما والإمام أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه على وجه الخصوص، ويعلي من مراكز خصومهم وفضائلهم، فهو متهم بعثمانيته، مردود الرواية فيما يخص الانتقاص من أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وكرامتهم وفضائلهم، ولا ريب ان حديث (سيدا كهول أهل الجنة) مما يدخل تحت هذه القاعدة فتأمل.

[1161] الجرح والتعديل للرازي ج 6 ص 341.

[1162]تهذيب التهذيب لابن حجر ج 5 ص 35 ــ 36.