responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : البلداوي، وسام    جلد : 1  صفحه : 215

لان أبا زرعة كان معاصرا لمسلم النيسابوري فهو مطلع على كثير من الملابسات والإشكالات المحيطة بشخص مسلم أكثر من الذين جاؤوا من بعده.

ثم ان شخصا مثل أبي زرعة كان ولا بد مطلعاً على كثير من الأدلة القاطعة التي حكم من خلالها على نوايا مسلم وأهدافه من تأليفه لكتابه الصحيح، وان الهدف منه كان التقدم قبل تحصيل مقومات التقدم، والتسوق والتشوف وكسب الشهرة أو المال، وليكون هذا الكتاب سلما يصعد من خلاله إلى الرئاسة.

وتعظم القيمة العلمية لكلام أبي زرعة إذا ما عرفنا مقام أبي زرعة العلمي؛ إذ كان يعد عند أهل السنة إماما من أئمة الحديث والعلم، فعن الخطيب البغدادي: (أبو زرعة وأبو حاتم إماما خراسان، ودعا لهما، وقال: بقاؤهما صلاح للمسلمين)([415])، وعده البخاري في الأدب المفرد من حفاظ الدنيا الأربعة([416]).

وربما حاول بعض المتحذلقين التخفيف من وطأة كلام أبي زرعة في حق مسلم النيسابوري وكتابه، فقال بان أبا زرعة حكم على صحيح مسلم من دون النظر إلى مضمونه فيصبح حكمه بالقدح غير مبرر وغير مفسر فيسقط عن الاعتبار.

وهي محاولة فاشلة لا ريب، لان أبا زرعة لم يحكم بما حكم به على صحيح مسلم إلا بعد تتبعه ومراجعته لكتابه، وفي هذه المراجعة والاطلاع رأى أنّ مسلماً النيسابوري قد روى عن رواة مقدوح في عدالتهم، وترك بعض الرواة المعروفين بالعدالة والثقة عند أهل الحديث، فحكم بعد ذلك بعدم مطابقة اسم الصحيح على كتابه، وقال كلمته التي تكشف عن نوايا مسلم وغيره من كتابة هذه الكتب التي يسمونها صحاحاً وهي بعيدة كل البعد عن الصحيح.


[415] تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 2 ص73.

[416] الأدب المفرد للبخاري ص 9.

نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : البلداوي، وسام    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست