وسبعون حديثا)([402]).

أقول وتوجد هاهنا عدة ملاحظات مهمة يجب التنبيه عليها:

1: إن الفرق الواسع والهائل ما بين الأرقام المذكورة آنفا يوجب الريبة والشك حول مصداقية كتاب صحيح مسلم ووثاقته، والظاهر انه تعرض وعبر عصور من الزمن إلى عملية اختزال وتشذيب وحذف، وإلا بماذا نفسر هذا الاختلاف الفاحش ما بين العدد الذي صرح به احمد بن مسلم الذي ساعد مسلماً على كتابة صحيحه والذي كتب اثني عشر ألف حديث، وبين ما هو موجود بين أيدينا اليوم وهو ثلاثة آلاف ومائة وسبعون حديثا مع المكرر، فأين ذهب يا ترى الباقي؟!، وأي يد قد تلاعبت به؟!.

2: إن الاختلاف في العدد الحقيقي لأحاديث كتاب صحيح مسلم يعود بالتأكيد إلى الإحصاء الذي كان يقوم به كل شخص بحسب زمانه وظرفه، وهو يعكس مقدار ما تم حذفه واختزاله من الأحاديث في هذا الكتاب، ففي زمن مسلم النيسابوري والمتوفى في سنة (261 للهجرة) كان عدد أحاديث الكتاب هو اثني عشر ألف حديث، أما في زمن أبي حفص الميانشي المتوفى في سنة (581 للهجرة) فقد كان العدد هو ثمانية آلاف حديث، وفي وقتنا الحالي بلغت وكما أحصاها محمد فؤاد عبد الباقي ثلاثة آلاف ومائة وسبعين حديثا مع المكرر، وهو فرق مهول وخطير في الوقت نفسه، وهو يعني ان يد التلاعب والتزوير قد حذفت ما يقارب التسعة الآلاف حديث من هذا الكتاب، وسيأتي في الفصل الرابع إن شاء الله تعالى ان واحداً من الأحاديث التي حذفت هو حديث (خير نساء العالمين أربع مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد) وعلى هذا

[402] كشف الظنون لحاجي خليفة ج 1 ص 556.