وهو قول: المسعودي، والديار البكري، والمحب الطبري، وأبو بكر الدراع،
وغيرهم([531]).
فهذه أقوال أهل العامة من المسلمين في تعيين سنة ولادة فاطمة عليها
السلام وقد بدتْ الخلافات ظاهرة فيها.
وعليه:
فإنّا نأخذ بالقول الأخير لأنه يوافق مذهب أهل البيت
عليهم السلام، فهم موضع الرسالة، ومهبط الوحي، ومحل التنزيل، والباقي هواء في شبك،
سوى ما كان منها يشير إلى ولادتها بعد البعثة بسنة أو بسنتين؛ لأنه يتقارب مع
كونها خلقت من ثمار الجنة، ولكونها تتفق مع طبيعة المجتمع المكي في عهد الرسول صلى
الله عليه وآله وسلم الذي يعيب تأخر البنت عن الزواج بعد العاشرة من عمرها ولاسيما
إذا كانت تحمل صفات وخصائص كان يركز عليها أهل مكة ويتنافسون في الاستباق إليها
وهي ابنت نبيهم المصطفى مع ما لها من مزايا لم تحظ بها امرأة من العالمين.