responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها نویسنده : الحسني، نبيل    جلد : 1  صفحه : 235

هذا الصرح الولائي لله عزّ وجلّ لنلمس جانباً آخر من جوانب رحمة الله، وأثراً خاصّاً من آثار عناية الله ولوناً جديداً من ألوان المنّ الإلهي والفضـل المولوي والعطاء الربانـي على عبده ونبيه وخليله إبراهيم عليه السلام.

فنبي الله إبراهيم أيضاً قد سلك هذا المسلك وتقرب إلى الله عزّ وجلّ بهذا النوع من العبادة متقرباً بالإخلاص عبده إلى الله تعالى، فكان ذلك سبباً لنزول الرحمة الإلهية واختصاصه بالأفضال الربانية، وموجباً للعناية الإلهية بعد طول عناء وجهد واجتهاد.

قال تعالى:

(فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا) ([371]).

فكان (اعتزال) إبراهيم الخليل عليه السلام لقومه وما يعبدون من دون الله سبباً في نزول الرحمة الإلهية فوهب له عزّ شأنه الذريّة وخص هذه الذرية بالنبوة.

ومن هنا:

يظهر لنا بعض أوجه الحكمة في اعتزال النبي صلى الله عليه وآله وسلم خديجة عليها السلام متعبداً بهذا النهج، وكان مع اعتزاله صائماً في النهار وقائماً في الليل يتقرب إلى الله بأحـب العبادات إليه وأوصلها إلى قربه ليلمس آثار رحمة الله العظمى ويتلقى الهبة الربانية والتحفة الإلهية وليعطى ما لم يعطِه الله لأحدٍ من العالمين، فهذه كوثر الأخيار، وحقة الأنوار، وأمة الملك الجبار، وأم الأئمة الأطهار صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها.


[371] سورة مريم، آية 49.

نام کتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها نویسنده : الحسني، نبيل    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست