ثم يبين ــ بأبي وأمي ــ هذا الترابط وهذا التبادل في المحبة قائلاً:
«قلوبنا تعطف
عليهم تعطّف الوالد على الولد، ونحن خير لهم، وهم خير لنا، ورسول الله لنا خير
ونحن له خير»([252]).
المسألة الرابعة: في بيان مقام «من»
أهي بعضية أم جنسية؟ وخصوصية ذلك
إن المراد من قوله صلوات الله عليه: (من فاضل طينتا) هو القرابة النورانية لا
البضعية، بمعنى: أن معنى (من) هو للجنس، أي من جنس هذه الطينة المحمدية وهو كقرابة
الشعاع من النور فهذه الصلة وهذه النسبة حقَّقَتْ القرابة بينهم وبين شيعتهم وأصله
من الطينة المقدسة التي خلقت منها أبدانهم عليهم السلام، ومن فاضلها خلق الله قلوب
شيعتهم وأرواحهم([253])،
وقد أطلق صلوات الله عليه على هذا الترابط بـ«القرابة بيننا وبينهم»([254]).
[251] البحار ج25، ص12، ح24؛
بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار: ص40، ح10؛ مشكاة الأنوار لعلي الطبرسي:
ص173.
[252] البحار للمجلسي: ج15،
ص22، ح35؛ مستدرك علم رجال الحديث للشيخ علي النمازي: ج2، ص26، ح2097.