فهذه الآية تدل على أن الأنبياء عليهم السلام قد أرسلوا إلى الناس ليدعوهم
إلى أمر التوحيد وهو ظاهر الآية.
لكن الذي دلت عليه الآية هو: أن الله يأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بسؤال الأنبياء عن أمر
معين هذا الأمر يتعلق بعبادتهم، وعبادة الأنبياء عليهم السلام هي تبليغ شرع الله عزّ
وجلّ، وإلاّ لا يصح أصلاً التوهم بأنهم يسألون عن التوحيد لأنهم أول من نطق
بالتوحيد بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولأجل التوحيد خصهم الله بالنبوة واصطفاهم للرسالة.
ولذا: فهم يسألون عن التبليغ إلى الإسلام والولاية لمحمد وعترته أهل بيته
عليهم الصلاة والسلام.
فقد جاء في تفسير هذه الآية: إن العباد لتسأل يوم القيامة عن ولاية علي
بن أبي طالب عليه السلام، وهو ما روي عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس (رضي
الله عنهما): (إن الخلق يسألون عن ولاية علي ــ عليه السلام ــ)([151]).