responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ومضات السبط (ع) نویسنده : الفتلاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 15

ارتفاعه من غير صعود، واقدامه وإتيانه من غير حركة وانتقال، يخلق ما لم يكن، ويفني ما كان، وهاتان الصفتان لا يأتي بها أحد في آن واحد إلا الله تعالى.

(يُصِيبُ الفِكرُ مِنْهُ الإيمانَ به مَوجُوداً وَوُجُودُ الإيمانِ لا وُجُودُ صفةٍ).

لا يحصل الفكر منه إلا الإيمان به موجودا حاضرا شاهدا وهذا الإيمان الموجود في الفكر حقيقة لا شك فيها.

(بِه تُوصَفُ الصِّفاتُ لا بِها يُوصَفُ، وبِه تُعرَفُ المعَارِفُ لا بِها يُعرَفُ، فَذلِكَ اللهُ لا سَمِيَّ لَهُ، سُبحانَهُ لَيسَ كَمِثْلِه شَيءٌ، وَهُوَ السَّمِيعُ البصيرُ).

بالله تعالى تنعت النعوت وليست هي التي تثبت له نعتا، وبه تعالى تعرف العلوم والمعارف وليست هي التي تعرّفه وتشبه، فهذا الموجود المحير للعقول الذي تكلمت عنه هو الله تعالى الذي ينفرد بهذا الاسم والذي ينطبق في اسمه الاسم على المسمى، تنزه عن كل نقص ليس له نظير يشابهه، وهو المحيط بالمسموعات والمبصرات.

التحذير من الفكر المنحرف

(أيّها النّاس، اتَّقُوا هؤُلاءِ المارِقَةَ الَّذِينَ يُشَبِّهُوَن اللهَ بِأنْفُسِهمْ، يُضاهِئونَ([6]) قَولَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهلِ الكِتابِ).

حذر الإمام المعصوم عليه السلام الأمة من الانجرار وراء الأفكار الضالة البعيدة عن سبيل الله تعالى وأرشد إلى التحرز من ترويجها وبثها وتبنيها بل حث الأمة على رفض أصحاب هذه الأفكار ومقتهم وعدم مخالطتهم والاقتراب منهم لخطورة ما ينطقون به من ترهات إذ إنهم يجعلون الله تعالى كأحدهم من خلال تشبيهه تعالى بأنفسهم ومن خلال فهمهم الخاطئ والقاصر لآيات القرآن الكريم والجمود على ظواهر


[6] ضاهأه: شابهه، وفعل مثل فعله.

نام کتاب : ومضات السبط (ع) نویسنده : الفتلاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست