responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف نویسنده : الصمياني، حيدر    جلد : 1  صفحه : 78

أخرى ليقول له: المسألة جدّية، لا مرض في هذا المجال؛ إمّا أن تكون معنا وإمّا أن تكون عدوّنا، وبمجرّد أن يتلقّى هذه الرسالة، ويعرف أنّ المسألة جدّية، يقوم شبث بن ربعي ويخرج متّجهاً إلى عبيد الله بن زياد وهو يقول: لبيك»([142]).

وأعتقد أنّ هذا الدرس عظيم لنا جميعاً، بأن نحذر من الدنيا وأن لا ندعها تؤثّر فينا بالشكل الذي نتحلل بسبب هذا التأثير حتى من مسؤوليّاتنا أمام الله وأمام الناس وأمام هذا الدين العظيم، فهذا شبث بن ربعي لم يكن يوماً ملحداً، بل كان مسلماً، ولقد كان يصلّي ويقرأ القرآن، وكان يصوم ويجاهد في سبيل الله، ومع كل ذلك لم يستطع أن يكبح جماح نفسه من السقوط في تأثيرات الدنيا، فإذا كان الأمر كذلك، علينا أن لا نغترّ بما نصنع من عبادات؛ من صلاة وصيام وغيرهما؛ لأنّ الأهمّ من ذلك كلّه هو أن يكون لهذه العبادة أثر علينا، لأنّ المال والبنين والسلطة والجاه والكرسي وما شاكل ذلك، كلّها هي الاختبار الحقيقي لنجاحنا في عباداتنا أو عدم نجاحنا، وها هو الموقف في كربلاء يكشف عمّن جاهد وصلّى وقرأ القرآن على نحوٍ يريد به وجه الله، ومن قام بذلك ولم يكن مريداً به وجه الله.

فهنيئاً لمسلم بن عوسجة هذا الثبات وتعساً لشبث بن ربعي([143]) ومن هم على شاكلته على هذا الخسران في هذه الدنيا.

{وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً}([144]).


[142] المصدر السابق.

[143] تنقيح المقال للمامقاني: ج2 ص80؛ معجم رجال السيّد الخوئي: ج10 شبث بن ربعي.

[144] سورة الإسراء/ آية21.

نام کتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف نویسنده : الصمياني، حيدر    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست