المقدمة

لا شكّ ولا ريب أنّ كلّ من كتب أو تحدّث عن عدد أنصار الحسين(علیه السلام) في كربلاء لا يمكن له أن يصل إلى مرحلة القطع بذلك مهما كان يملك من رجاحة في الفكر وقوّة في التحقيق، نعم غاية ما في الأمر يمكن أن تميل نفسه إلى عدد معيّن دون آخر أو أن يغلب على ظنّه رقم دون بقية الأرقام الأخرى، مستنداً في ذلك إلى مجموعة من الأدلّة والعلامات التي يراها هو دون الآخرين، ولهذا فلا يمكن والحال هذه أن تغلق أبواب البحث في هذا الموضوع، معتمدين في ذلك على ما كتبه الآخرون مهما بلغوا من العلم في هذا المجال، فالباب مفتوح يسع الجميع، شرط امتلاكهم مؤهّلات وآليات تعينهم على الدخول إلى دراسات كهذه، ولقد أعجبتني كثيراً كلمة قرأتها للشيخ محمد مهدي شمس الدين& وهو يتحدّث عن مسألة الخلاف في أسماء من استشهد من بني هاشم في كربلاء، حيث يقول: «هؤلاء السبعة عشر الذين ثبت عندنا أنّهم استشهدوا في كربلاء من بني هاشم...، أمّا ما عداهم فسنعرض أسماءهم فيما يلي مع شكّنا في كونهم ممّن رزق الشهادة مع الإمام الحسين بن علي(علیه السلام) في كربلاء، ونقدّر أنّ بعضهم قد استشهد في مواقع أخرى متأخّرة، واختلط أمره على أصحاب الأخبار والمؤرّخين، مع احتمال أن يكون رأينا في عدد الشهداء السبعة عشر وأسمائهم خطأ أيضاً، وأن يكون العدد أكثر ممّا ذكرنا، أو أن يكون بعض الأسماء غير ما ذكرنا»([36]).

[36] كتاب أنصار الحسين للعلّامة محمد مهدي شمس الدين: ص134 ـ 135.