وطوى الإمام الكتاب وختمه بختمه، ودفعه إلى عبد الله بن يقطر، كما يذهب إلى ذلك الفتال النيسابوري في روضة الواعظين وغيره»([532]).

ويقول الشيخ السماوي: قال أهل السير: «إنّ عبد الله بن يقطر سرحه الحسين(علیه السلام) إلى مسلم بن عقيل بعد خروجه من مكة في جواب كتاب مسلم إلى الحسين(علیه السلام) يسأله القدوم.

ويخبره باجتماع الناس، فقبض عليه الحصين بن تميم بالقادسية وأرسله إلى عبيد الله بن زياد »([533]).

فبناءً على هذا الرأي يكون الشهيد عبد الله بن يقطر قد اُلقي عليه القبض وهو رسول الإمام الحسين(علیه السلام) إلى أهل الكوفة.

الرأي الثاني

ويذهب أصحابه إلى أن الشهيد قد سرّحه الحسين(علیه السلام) مع مسلم بن عقيل عند مغادرته مكة إلى الكوفة، وظل معه مراقباً للاوضاع، حتى إذا حصل الانقلاب المفاجئ في الكوفة، بعثه مسلم بن عقيل بكتاب إلى الحسين(علیه السلام) يشرح فيه ما جرى وحصل عليه آخر الأمر، فيقول الشيخ السماوي نقلاً عن ابن قتيبة وابن مسكويه إنهما قالا: «إن عبد الله بن يقطر بعثه الحسين(علیه السلام) مع مسلم، فلما أن رأى مسلم الخذلان قبل ان يتم عليه ما تم، بعث عبد الله إلى الحسين(علیه السلام) يخبره بالأمر»([534]).

[532] روضة الواعظين للفتّال النيسابوري: ص177.

[533] إبصار العين للشيخ السماوي: ص93.

[534] إبصار العين للشيخ السماوي: ص93.