إعلم أن الجملة الجامعة: أن لا تستصغر أحداً من إخوان الدين حياً كان
أو ميتاً فتهلك، لأنك لا تدري لعله خير منك، فإنه - وإن كان فاسقاً - فلعله يختم
له بالصلاح ويختم لك بمثل حاله. ولا تنظر إليهم بعين التعظيم لهم في حال دنياهم،
فإن الدنيا صغيرة عند الله صغير ما فيها، ومهما عظم أهل الدنيا في نفسك فقد عظمت
الدنيا، فتسقط من عين الله.
ولا تبذل لهم دينك لتنال من
دنياهم فتصغر في أعينهم وتحرم دنياهم، فإن لم تحرم كنت قد استبدلت «الذي هو أدنى بالذي
هو خير»[962].
ولا تعادهم بحيث تظهر العداوة
فيطول الأمر عليك في المعاداة ويذهب به دينك ودنياك فيهم ويذهب دينهم فيك، إلا إذا
رأيت منكراً في الدين فتعادي أفعالهم القبيحة.