المبحث الثالث: العلاقة بين الأمن والعدالة الاجتماعية

إنّ من بواعث عدم الأمن والاستقرار التي كانت موجودة في شبه الجزيرة العربية وغيرها من مناطق العالم آنذاك، هو عدم وجود نظام يتكفل بإرساء العدل الاجتماعي بين تلك الشعوب والأمم، حتى يكاد أن لا تكون للفقير آنذاك مكانة للوجود والحياة بين الأغنياء، حيث كان يعيش حياة الذل والاستعباد والحرمان والمقاطعة، ممّا أدى ذلك إلى تفشي حالة عدم الاستقرار والأمن فيها، إلّا أنّ ذلك لا يعني عدم وجود الإحساس الفطري عند الإنسان إلى تقبّل من يحقق لهم الأمن والاستقرار، عن طريق إرساء العدل الاجتماعي، القائم على أُسس التكافل الاجتماعي وفق نظام خاص، يحفظ فيه حق الضعيف والقوي، على أساس إعطاء كلّ ذي حقّ حقّه، فيعود الإنسان معززاً ومكرماً في ظل نظام يتكفل بحفظ جميع حقوقه المادية والمعنوية، كما أراد له ذلك الله سبحانه وتعالى، وقد تحقق ذلك كلّه على يدّ النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الذي جاء بشريعة حنيفة سمحاء؛ إذ إنّ العدالة أُمنية إنسانية كامنة في الفطرة البشرية، قد رافقت الإنسان على مدى مراحل التأريخ الطويل، وسوف تبقى دائماً كذلك ما بقي