وتلطفت لهم في ذلك غاية التلطف، فلم يجيبوا) [188]
والذي يظهر إن الذي أوقع المفسرين بهذا القول مع بيان ضعفه هو مجيء الجهر في مقابل السر في القرآن كقوله تعالى:
{سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} (الرعد:10).
وقوله تعالى:
{وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} (طـه:7).
{وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (الملك:13).
ولكن المعنى في الحقيقة لا يعطي ذلك! فأنت ترى قوله تعالى:
{وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً}(الإسراء: من الآية110).
والخفوت في الحقيقة إعلان لكنه بصوت ضئيل وليس سراً
{لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ}(النساء: من الآية148).
والجهر بالسوء لا يكون بين الرجل ونفسه بل بين الناس وقوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ
[186] تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج 10 - ص 132 - 133