ب: إن للحكم أو للعلم أهلاً فلا يصح
وضع الحكمة أو العلم عند غير أهله الذين لا يقيمون لها وزنا ولا يستفيدون منها بل إن
مثلهم كمثل الحيوانات القبيحة التي أشارت إليها الأحاديث السابقة.
ج: حذرت الأحاديث الشريفة من وضع
العلم أو الكلام الحكيم عند غير أهله لما في ذلك من عواقب وخيمة.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
«إنّ عيسى بن مريم عليهما السلام قامَ في بني إسرائيلَ
فقال: يا بَني إسرائيلَ، لا تُحَدِّثوا بِالحِكمَةِ الجُهّالَ فَتَظلِموها، ولا
تَمنَعوها أهلَها فتَظلِموهُمْ»[573].
وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في الحكم المنسوبة إليه:
«لا تُحَدِّث بالعِلمِ السُّفَهاءَ فيُكَذِّبوكَ، ولاَ
الجهّالَ فَيَستَثقِلوكَ، ولكِنْ حَدِّث بِهِ مَنْ يَتَلَقّاهُ مِن أهلِهِ بقَبولٍ
وفَهمٍ؛ يَفهَمُ عَنْكَ ما تَقولُ، ويَكتُمُ عَلَيْكَ ما يَسمَعُ؛ فَإنَّ لِعِلمْكَ
عَلَيْكَ حَقّاً كما أنّ عَلَيْكَ في مالِكَ حَقّاً؛ بَذلُهُ لِمُستَحِقّهِ،
ومَنعُهُ عَن غَيْرِ مُستَحِقّهِ»[574].
3 - المثل: (لو أن إنساناً كلم جاهلاً أو أحمقَ بدرر الحكم فإن عاقبة ذلك هو
الضياع وعدم الفائدة بل قد يصل الأمر إلى عدم الاحترام أحياناً).
[572]
ميزان الحكمة: ج3، ص54، ح4916؛ تاريخ بغداد: ج11، ص310.
[573]
ميزان الحكمة: ج3، ص54، ح4912؛ من لا يحضره الفقيه: ج4، ص400، ح5858.