هـ ـ عبقرية الإمام الصادق عليه السلام

من صفات الزعيم السياسي الناجح إدراكه لما يحيط به من تحديات، وتعامله على أساس معطيات الحاضر للنجاح في المستقبل، وعند دراسة حياة الأئمة عليهم السلام من الناحية السياسية تبرز هذه الخصلة بوضوح، وفي مورد البحث فالإمام الصادق عليه السلام كانت تحوطه مؤامرات التصفية التي كان يسعى لها السفاح والمنصور والتي لم تكن تستهدف شخص الإمام عليه السلام فحسب بل كانت تستهدف تمام الوجود الشيعي ويمكن إجمال خطة ملوك العباسيين تجاه الإمام الصادق عليه السلام والتشيع في:

1 ـ إضعاف وجوده الاجتماعي والذي كان أحد أساليبه فرض الإقامة الجبرية عليه في منزله ومنع اتصال الناس به.

2 ـ تصفية الإمام الصادق عليه السلام جسدياً.

3 ـ معرفة الشخصيات الشيعية التي تتصل بالإمام الصادق عليه السلام وتقوم بدور الوسيط بينه وبين شيعته والتي نتج عنها شهادة المعلى بن خنيس رضوان الله عليه.

4 ـ القضاء على من يعهد اليه الإمام الصادق عليه السلام من بعده.

وتقدمت الإشارة إلى النقاط الثلاث الأولى واما النقطة الرابعة فتظهر بوضوح في كتاب المنصور إلى واليه على المدينة بعد أن بلغه وفاة الإمام الصادق