نام کتاب : المنهج السياسي لأهل البيت (ع) نویسنده : الجابري، عبد الستار جلد : 1 صفحه : 84
الحاكم من طرف آخر.
كما كان هناك الوضاعون الذين كانوا
يحضرون مجلس الإمام عليه السلام العلمي ثم يدّعون على الإمام عليه السلام ما لم
يقله في محاولة منهم لدعم اتجاهاتهم الفكرية كسفيان الثوري وأصحابه، وكان عليه
السلام يصرح بأنهم يكذبون عليه وينصحهم بالتوبة، ويحاول الحد من نشاطهم المضلل
للأمة، كما كان عليه السلام يندد بالحركات السياسية الداعية باسم أهل البيت لعزل
أهل البيت عليهم السلام عن المجتمع كالزيدية[93].
ومن الحركات
الهدامة التي ظهرت في عهده عليه السلام حركة الغلاة، الداعين إلى تأليه الأئمة
عليهم السلام وكان موقف الإمام الصادق عليه السلام منهم شديداً وكان عليه السلام
يظهر عظيم معاناته من الغلاة وشديد إنكاره عليهم دائماً:
(إني خرجت آنفاً في حاجة فتعرض لي بعض
سودان المدينة فهتف بي لبيك يا جعفر بن محمد لبيك، فرجعت عودي على بدئي إلى منزلي،
خائفاً ذعراً مما قال لي، حتى سجدت في مسجدي لربي، وذللت له نفسي، وبرئت إليه مما
هتف بي، ولو ان عيسى بن مريم عدا ما قال الله فيه لصم صماً لا يسمع بعده أبداً، وعمي
عمى لا يبصر بعده أبداً، وخرس خرساً لا يتكلم بعده أبداً، ثم قال: لعن الله أبا
الخطاب وقتله بالحديد)[94].