بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُR فمثلما أبدانهم وأرواحهم وأشخاصهم مصداق من مصاديق البيوت فكذلك بيوتهم في حياتهم ومشاهدهم ومحل دفنهم + بعد استشهادهم هي مصداق آخر من مصاديق البيوت التي أمر الله سبحانه برفعها وتشريفها.

والأمر الثاني: ان أحكام المساجد تنطبق على قبور ومشاهد المعصومين +

وهذا أمر وان كنت تستغرب منه إلا انه عين الحقيقة والصواب، فقد أفتى كثير من علمائنا تبعاً لهذه الآية المباركة وغيرها من الأدلة الأخرى بتطبيق أحكام المساجد أو أكثرها على مشاهد المعصومين +[203].

[203] حكم بعض الأعلام من فقهاء المذهب بإلحاق روضات قبورهم الطاهرة بالمساجد كالشيخ المفيد 2 وابن الجنيد 5 ووافقهما الشهيد الأول2 في كتابه (ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة ج1 ص278) قائلا: (وألحق المفيد وابن الجنيد المشاهد المشرفة بالمساجد وهو حسن لتحقق معنى المسجدية فيها وزيادة).

وكذا فعل الشهيد الثاني في كتابه (روض الجنان ص81) 2 حيث قال: (وألحق جماعة من الأصحاب المشاهد بالمساجد وهو حسن بل الأمر في المشاهد أغلظ لتأديتها فائدة المسجد وتزيد شرف المدفون بها).

وقد علل آقا رضا الهمداني إلحاق مشاهد الأئمة الأطهار بالمساجد في كتابه (مصباح الفقيه ج 1 ق 1 ص 236) بقوله: (لان المشاهد من المشاعر العظام التي تشد الرحال للتشرف بها فلا يبعد دعوى كون دخول الجنب والحائض هتكا لحرمتها عند المتشرعة).

وأما علماؤنا المتأخرون فتكاد تجمع كلمتهم نصا أو احتياطا على إلحاق روضات الأئمة الأطهار + بالمساجد، وفي هذا الصدد يقول السيد أبو القاسم الخوئي في كتابه (منهاج الصالحين ج1 ص116 مسألة رقم 442) (يلحق بالمساجد، المصحف الشريف، والمشاهد المشرفة، والضرايح المقدسة). ويقول السيد محمد سعيد الحكيم في كتابه (مصباح المنهاج ج 3 ص 415) (والأحوط وجوبا إلحاق المشاهد المشرفة بالمساجد في الأحكام). وقال السيد السيستاني في (المسائل المنتخبة ص 28 ــ 29 مسألة رقم 39) (المشاهد المشرفة للمعصومين عليهم السلام تلحق بالمساجد على الأحوط ولا يلحق بها أروقتها...كما لا يلحق بها الصحن المطهر وإن كان الإلحاق أحوط).