المكون السابع: يقينهم بالنصر الإلهي مع الفارق في تحقق إستراتيجية النصر الفكري والقيمي

في أرض الطف كانت العقيدة والإيمان بالنصر في المعركة مع العدو لا تحسمها المبارزة بين الرجال وتقاتلهم وإنما في انتصار قيمهم ومبادئهم التي يقاتلون من أجلها فكان النصر عقائديّاً وقيميّاً وفكريّاً فغير ميزان الصراع لتغيير القوى والوسائل القتالية مما أدى إلى انقلاب الحكم والقضاء على الطاغوت ومحاربته في كل زمان ومكان.

فكانت عاشوراء الانتصار على الظلم رمزاً وشعاراً وإيديولوجية فكرية وعقدية للبشرية التي آمنت بها.

فهذه الركائز وغيرها مما مرّ ذكره لاسيما فيما ورد عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليهما السلام من:

1 - تقديم الله سبحانه على جميع العوالق والروابط الشخصية والاجتماعية فلم يروا في قتالهم تحت راية الإمام الحسين عليه السلام سوى الله تعالى.

2 - التسليم لأمر الله تعالى وأمره.

3 - الإصرار على المضي في القتال حتى الوصول إلى الهدف.

4 - الصبر على مضض الألم وتحمل حرقة الجراح.

5 - الجد والمثابرة في حرب الخصم.

6 - الصدق في القتال والجهاد.

فهذه الركائز مع تلك التي مرّ ذكرها كلها تجسدت في هذه النفوس المقاتلة حتى أصبحت أنموذجاً فريداً في التاريخ الإنساني بكل ثقافاته ومبتنياته