1. الوظيفة السياسية

تميز الشعر العراقي في القرن الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين باهتمامه الكبير بالقضايا السياسية ومشاكلها «فقد كانت العوامل السياسية عاملا ً مهماً في نهضة الأدب العراقي، بخلاف الأدب في الأقطار العربية الأخرى إذ كانت العوامل الثقافية هي الفاعل الأساسي في نهضتها الأدبية»[257].

«والشعر السياسي ليس مجرد مديح انما هو نضال عن الحكم وعن نظرية معينة فيه، وهو دفاع من جهة وهجوم من جهة اخرى، دفاع عن نظرية، تعتنقها جماعة من الجماعات او فرقة من الفرق، وهجوم على خصومها ومن يقفون في الصفوف المعارضة لها»[258].

ويبدو ان تنامي الوعي السياسي في العراق جعل الشاعر العراقي يعيش في قلب الاحداث، وينغمس فيها ويتأثر بمعاناتها حتى تركت الأثر الواضح في نفسه وشعره، «فالأديب يتأثر في الحياة الخارجية السائدة في بيئته القائمة في مجتمعه، وهو يستمد أدبه من حياة هذا المجتمع»[259] لذلك نجد أن الشعراء في هذه الحقبة «قد اشتهروا في الدفاع عن قضايا الأمة حتى وصل ذلك الى اختيار الألفاظ وانتقاء العبارات والابتعاد عن المبالغات كالمطالبة بالاستقلال، والحرية وعلاقة المواطن بالسلطة»[260].

[257] ينظر الحلي، (د. عبود جودي): الأدب العربي في كربلاء، منشورات مكتبة اهل البيت، كربلاء، ط1، 2005م: 56.

[258] فاخوري (حنا): الفخر والحماسة: دار المعارف، القاهرة، ط2، د. ت: 38.

[259] مندور، (محمد): الأدب وفنونه، دار نهضة مصر للطباعة والنشر، القاهرة 1974: 43.

[260] ينظر علوان، (د. علي عباس): تطور الشعر العربي الحديث في العراق (اتجاهات الرؤيا وجمالات النسيج) منشورات وزارة الثقافة والاعلام، الجمهورية العراقية، 1975م: 111-112.