موافقتهم لنا سببا لترك ما وافقوا فيه لتركنا واجبات وسننا كثيرة)[395].

جيم: قال الرافعي: التسنيم أفضل مخالفة لشعار الروافض[396].

أقول:

وهذه الأقوال تكشف عن مستوى التفكير الذي كان سيوغه هؤلاء (الفقهاء) إلى الناس، فضلاً عن كشفها عن حال الأمة التي أمنت هؤلاء فجاءت تأخذ عنهم شرعها ومذهبها الذي تذهب به إلى الله تعالى فهؤلاء يتعمدون مخالفة السنة النبوية على الرغم من حملهم لشعار التسنن والدعوة إلى السنة لكنهم يقرون بأنهم يخالفون عمداً سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دون مبرر شرعي سوى التفريق بين أبناء الأمة الإسلامية كما يصرح بذلك ابن تيمية متجاهراً ومتجرياً على الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول: «وان لم يكن الترك ــ للسنة ــ واجباً لكن في اظهار ذلك مشابهة لهم فلن يتميز السني من الرافضي».

من هنا: اضطرب فقهاء المذاهب الأربعة في معرفة الشكل الحقيقي للقبر النبوي ولم يقطع أحدٌ منهم في كونه مسطحا أو مسنما وهي كما يلي في الفقرة أولاً:

أولاً: اضطراب فقهاء المذاهب الأربعة في صفة القبر النبوي بين التسطيح أو التسنيم

1 ــ قال ابن نجم المصري، (وهو من فقهاء المذهب الحنفي): نهى عليه الصلاة والسلام عن تربيع القبور، ومن شاهد قبر النبي أخبر أنه مسنم[397].

2 ــ قال المارديني في الجوهر النقي (وهو من فقهاء المذهب الحنفي) في باب من

[393] المجموع لمحيي الدين النووي: ج5، ص297.

[394] فتح العزيز لعبد الكريم الرافعي: ج5، ص224.

[395] البحر الرائق لابن نجم المصري: ج2، ص340.