وإنها كانت تعتقد أن المحمل الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والمحمل الآخر الذي كانت تسكنه والذي دفن فيه أبوها وصاحبه عمر، هما مما تملك.

فأرادت أن تعرف السائل عن حال دخولها قبل، وبعد دفن عمر بن الخطاب عندها، وبما أنها تمتلك الاثنين، فلا يهم أن يكون أبو بكر وعمر قد دفنا في بيتها الذي تسكنه؛ أو الحجرة المقدسة، فالقبور هي ضمن حدود ملكها؛ (كما تعتقد)!!.

المسألة الثانية: إن أبا بكر وعمر دفنا خارج حدود المسجد النبوي

نعم: إنهما خارج الروضة التي بين قبر النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والمنبر؛ ولذا فهما خارج المسجد.

وذلك لما يأتي:

أولاً: دلالة حديث حدود الروضة النبوية

لأن.. حديث الروضة، هو في الحقيقة أحد الدلائل التي تدل على انفصال الحجرة الشريفة، عن بقية الحجر التي استخدمتها أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

والسبب هو: أن جميع هذه البيوت كانت خارج حدود المسجد.

بل.. إن حديث سد الأبواب يكشف عن عدم أهليتها للإنضمام إلى المسجد؛ ولذا سدت أبوابها وفتحت لها أبواب إلى خارجه، واستثني من هذا الأمر بيت علي عليه السلام؟ لأنه داخل المسجد[342]، كما هو حال الحجرة الشريفة.

وعليه: فقد ورد في الصحيح قوله صلى الله عليه وآله وسلم:

[340] أخرجه أحمد في المسند، والضياء في المختارة، والترمذي فـي الصحيح من حديث عن ابن عباس، والمزي في التحفة: 10/237، والشوكاني في در السحابة: ص201.