في غرفة له، فسلم فلم يجبه أحد! ثم سلم فلم يجبه أحد!! ثم سلم فلم يجبه أحد!!! فناداه، فدخل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

فقال: أطلقت نساءَك؟

فقال: لا، ولكن آليتُ منهن شهراً، فمكث تسعاً وعشرين ثم دخل على نسائه»[308].

ولولا لطف الله عز وجل في حفظ هذه الرواية؛ وغيرها التي رواها أنس بن مالك، وثبوتها في هذا المصدر مع ما يحمله من أهمية عند المسلمين، لوجدت أن حقيقة وجود غرفة خاصة بالنبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، قد ابتلعتها صدور الرواة وأمسكت عنها ألسنة المؤرخين.

وأما حديث أنس بن مالك فيقول فيه: «آلى رسول الله من نسائه شهراً، وقعد في مَشْرُبَةٍ له، فنزل لتسع وعشرين فقيل يا رسول الله، إنك آليت على شهر؟ قال: إن الشهر تسع وعشرون»[309].

رابعاً: البخاري يعنون لحجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الصحيح ويخصص لها باباً في كتابه

إضافة إلى ما أخرجه البخاري لهذه الأحاديث، فلقد عنون لها باباً بلفظ: «هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم نساءه في غير بيوتهن».

فكيف يتسنى له صلى الله عليه وآله وسلم هجرتهن واعتزالهن في غير بيوتهن وهو لا يملك حجرة خاصة به؟

[306] صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب: هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم نساءهُ في غير بيوتهنَّ حديث (4907)، ج3 ص1871 ط دار العلوم الإنسانية بدمشق.

[307] صحيح البخاري: كتاب النكاح، باب: قول الله تعالى: >الرجال قوامون على النساء...< حديث4905، ج3 ص1807 ط دار العلوم الإنسانية بدمشق.