responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 74

وقد ذكرنا أن قضية الحسين (عليه السلام) قضية الإنسان وهي مرآة الصراع بين الظالم والمظلوم، "وظاهرة ثورة الحسين ظاهرة طبيعية لانها استنهاض على الجور وانتقاض عليه..وهي فريدة في بابها...وهذا برهان على بعد نظر أصيل... وهذا مافعله الحسين، فايمانه بحق الامة في حكم نفسها ظل القاعدة الامينة التي استند اليها في مقارعة أعداء الامة...ومامن شك في ان المشاهد التي انتفضت من المدينة لتواكب الحسين حتى مصرعة في كربلاء مشاهد تنتظم عقدا عجيبا من الفواجع التي لم تعرف حدودا[113]"، ومن هنا كانت قضية الحسين (عليه السلام) تغذي الوجدان الانساني عاطفيا، فحاورتها قرائح الشعراء، وانعكس ذلك على مرايا وجدانهم احاسيس مصورة، ليبعثوه ومضا وجدانيا الى السامع، فالصورة الحسية تغدو هنا رسماً لانفعال الشاعر، وإذ يلتحمُ الشاعرُ بالوجود في إزاء موقف ما فأنه يشعر بالتوتر الذي تفرضه عليه وقائع الظواهر الخارجية، فتتحرك القدرات الكامنة في أطوائه، ثم تتحقق وثبات نفسية من ذاكرة الوعي الجمعي توحّد الصور بمساعدة الشعور، لذلك لم تقف الصورة الحسينية عند حدّ الشعراء العراقيين، فامتدت إلى شعراء العرب والعالم الاسلامي، ثم أشرقت في نفوس المنصفين من شعراء العالم وكتابه، فيقول أحدهم: " ومن هذا المشهد الغريب، وطريق اللاعودة...يبدأ الموكب الفاجع، موكب الشهداء، في السير نحو الحتوف ببطولة خارقة، وشجاعة تمرغ جباه الجبابرة[114] ".

اذن فالموقف الحسيني هو صوت الحق الذي امتد الى الوجدان العالمي، فلنتأمل الشاعر العربي خليل الخوري في قصيدته (إنّ الحسين أبي) يصرُّ على الحضور الابدي للامام الحسين (عليه السلام) وما عداه فكل حضور زائل، وعبر التشبيه البليغ يؤكد ذلك


[113] عبد المسيح ثروت الاصداء والمأساة، مجلة الرابطة الأدبية العدد الثالث، 1974/20.

[114] المصدر نفسه /30.

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست