responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 67

الدنية، لان الامام علي (عليه السلام) لم يسلمها لذل، وأراد بصورة حسية من المحيطين به من قادة أي يبعثوا الهمم للناهضين وقصد التحرر، وان يرسموا مسارا وطريقا للفاتحين، فهنا تُدمّر العروش وتتساقط، فاذا تكاسل المرء عن حقه فان هناك من لبى نداء الحق مثل الحسين (عليه السلام)، فختم حجته الاقناعية التي استهل بها قصيدته بصورة حسية:

قُم وارمق البيت الحرام ونظرة *** اخرى لقبرك فهو حج أكْبَرُ

أصبحت مفخرة الحياة وحق لو *** فخرت به قدم الشهادة مفخرُ

قُدّست ما أعلى مقامك رفعة *** أخفيه خوف الظالمين فَيَظْهَرُ

فالشاعرأوضح علاقته بمحيطه وأولى تلك العلاقة أهمية، فأحب لهم الحياة السعيدة الرغيدة بالعز والاحترام، فكانت الصور الحسية خير معبر عن وجدانه المعرفي، رابطا بينه وبين محيطه عبر ما يتمناه للناس من امور ذكرناها, فكانت الصورالحسية مرتبطة بالمضمون، فخلف ذلك وعيا جماليا بمداليله الرمزية المرتبطة باحساس الشاعر، فأسهمت الصورالحسية في اضاءة ذهن المتلقي عبر انسجامها مع الصور الحسية كما هي الحال في (البيت الحرام) (قبرك) (مقامك)، وحققت الصور الحسية مفارقة جميلة في بيته:

قدست ما أعلى مقامك رفعة *** أخفيه خوف الظالمين فيظهر

وبذلك كان الوجدان المعرفي حاضرا بقوة في بناء الصور الحسية، واكتنازها بالدلالات الثقافية معرفيا، وعلاقتها بالواقع المعيش اجتماعيا.

4ـ البعد المعرفي عند الشاعر الحسيني

ويتجلّى من غوص الشاعر في قراءة الأشياء قراءة معرفيّةً متعمقة قائمة على إلمامه المعرفي بصغائر الأمور وتوظيفها من أجل خدمة نصه الحسيني، إذيمتد تاريخ بعيد في

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست