responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 66

3ـ الوجدان المعرفي

وهذه النقطة لها علاقة بالتي قبلها، فعلاقة الشاعر الحسيني بغيره من الناس ولاسيما العامة منهم، وما يحيط به وثيقة جداً، فالوجدان المعرفي مصدر معرفة الشاعر، وإن معياره الأساس فيما يكتسبه الشاعر من تجربته اليومية مع الآخرين وما يحرزه من انطباعات وأفكار[100]، فيساعد ذلك على نمو تصوراته الأمر الذي ينعكس على فنه، لذلك فثمة علاقة وطيدة بين الشاعر الحسيني ومعاناة الناس، ومن هنا كان حضور الحسية في مشهده الشعري قوياً.

ولما كان الوعي الجمعي يقدس قضية الحسين (عليه السلام)، فالشاعر الحسيني لم ينكفئ عن العامة، وإنما ارتبط معهم وارتبطوا به عبر نصه الذي صار فماً ناطقاً لوعيهم الجمعي. فحضر الوجدان المعرفي بشدة في النص الحسيني. يقول الشاعرعبد المهدي مطر[101]:

لا تسلمن الى الدنيّة راحة *** ما كان أسلمها لذلّ حيدرُ

وابعث حياة الناهضين جديدةً *** فيها الأباء مؤيد ومظفّرُ

وارسم لسير الفاتحين مناهجاً *** فيها عروش الطائشين تدمر

ان لم تُلَبّك ساعةٌ محمومةٌ *** ذٌمت فقد لبّتْ نداءك أعصُرُ

شكتِ الشريعةُ من حدود بُدّلتْ *** فيها واحكام هناك تغيّروا

ان الشاعر نظر باهتمام الى ما يعترض حياة العامة من صراعات فترجمها ترجمة فنية، وجاء بانطباعات وافكار تحفز المحيطين به من الناس على الهاب تجاربهم وبث روح التحرر في انفسهم، فهو عبر الصور الحسية لا يريد من محيطه ان يسلم راحته الى


[100] ظ: الاتجاه النفسي، عبد القادر فيدوح /120.

[101] ظ: من لا يحضره الخطيب: 233.

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست