responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 57

وموقفه في المعركة، ثم بدأت صورة حسية أسست لمشهد صوري حركي يبين اقبال بنات رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) الى مصرع الامام الحسين (عليه السلام) وقد اعطى الشاعر الصفة الحركية لكل واحدة منهن في الآتي:

فواحدة تحنو عليه تضّمه *** وأخرى عليه بالرداء تظلّلُ

واخرى بفيض النحر تصبغ وجهها *** واخرى لما قد نالها ليس تَعْقِلُ

واخرى على خوف تلوذ بجنبه *** واخرى تفديه واخرى تقبّلُ

واخرى دهاها فادح الخطب بغتة *** فأذهلها والخطب يدهي ويذهلُ

تَكِفّ الدِما عَنْهُ وتُهْمِلُ مثلَهُ *** دموعاً فما زالت تكِفُّ وتُهْمِلُ

هذه الصور الحسية الحركية بعد ان قامت بوظيفة فنية وسيمائية اعتمدت على البصر والحركة واللون في انتاج قوامها، هيأت الى ظهور الوظيفة الحوارية للصورة الحسية، اذ تنقلت المشاهد بين الصور الحسية المتدرجة من البصر الى الحركة ثم الى اللون، وانتهت الى وظيفة الصور الحسية الحوارية، اذ اصبحت للنص وحدة موضوعية أسهمت في شد الصور الحسية ترابطا ودلالة، وقوّت اواصرها فانتهت الى الحوار الآتي:

وجاءت لشمرٍ زينبُ ابنةُ فاطمٍ *** تُؤنِّبُهُ عن أمره وتُعَذِّلُ

تدافِعُهُ بالكفّ طوْرا وتارةً *** اليه بطه جدِّها تَتَوسّلُ

تقول له ياشمرُ هذا ابن أحمَد *** وشبلُ عليِّ المرتضى المُتَفَضِّلُ

ايا شمر مهما كُنْتَ في الناس جاهلا *** فَمِثْلَ حسين لَسْتَ يا شمرُ تجهلُ

وبعد ان انتهى الحوار وكان عقيما مع ذلك المتعنت الفض الجاهل الكافر، اذ غابت عنه الانسانية, انتقلت الصور الحسية لتؤدي وظيفة دلالية بينت شيئين هما قساوة ذلك المتجبر الطاغية من جهة، وحركة السماء والارض وما عم في الكون بعد مقتل الحسين عليه السلام من جهة اخرى، اذ مطرت السماء دما كما تذكر الروايات في كل

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست