responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 126

الحسية حاضرة في الاستهلال عبر التجسيم، ومن ثم عول الشاعر على خلط المحسوس بالذهني (تذوي الدهور، ظمأ العيون، مهج الكرامة)، وهكذا تنبثق الحياة ويكبر الذكر وينتشر حديث المجد في استهلال الشاعر، غير ان مسار الصور الحسية يتغير، وتبدأ وحدة الصراع مبينة موقف الشاعر من الواقع فيقول:

هذا العراق يغص في مر الضنى *** تقسو عليه الحادثات وتسخر

فعلى ضريحك الف اهة مثقل *** بالهم من ضنك الفجيعة يزفر

ونجد القصيدة الحسينية دائما منفذا سالكا يدخل منه الشعراء لنقد الواقع، وقد أدت الصورة الحسيةالحسينية وظائفها تجاه رسم مشاهدالواقع وتلوينه، فيقول الشاعر:

وعلى ربى النجف المضرج بالدما *** شهقات محزون العقيدة تنفر

ثم يعود الشاعربعد ان ياخذ التلوين الشعوري أي التداعي مأخذا في انتاج صوره الحسية، الى الختام ليعبرعن قوة الانتماء الروحي للحسين (عليه السلام) فيقول:

حسب المحبة للحسين هوية *** ترد الخلودبها ومنها تصدر

وبذلك استطاع الشاعر أن يحقق بفعله الابداعي صورا حسية حملت وظائف اجتماعية، بينت قوة انتمائه الى القضية الحسينية، وحددت موقفه من واقعه المعيش، فرصد وأومأ، ودلى وأرشد، فضلا عن الوظائف الابلاغية والوظائف الفنية التي نهدت بها هذه الصور الحسية الحسينية فكانت خير معبر عما يختلج في اطواء الشاعر ومما ساعد على ايصال الدلالات انتقال الصور من الذهني الى الحسّي ومن الحسّي الى الحسّي لتخرج مرئية ملونة مسموعة كما في (النجف المضرج بالدما) و(شهقات محزون)، فأضحت الصور الحسية عنده لسان الفكرة والوثبات النفسية التي رافقت بناء نصه الشعري، وهذا ما تؤديه الصورة الحسية الحسينية من وظائف دلالية تسهم في اقناع المتلقي وجذبه الى النص.

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست