responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 98

التأمّل في كلام الوردي، مدى ضحالة تحليله، وجنايته على مسلم وجهوده، فلو قرأ السيرة وتابع مصادرها وتأمّل فيها لعرف أنّ مسلماً قد أتقن غاية الإتقان عمله في الكوفة وسعى لسدّ كلّ ثغرة، وجدّ في أمره، غير أنّ انهيار الكوفييّن وانسحابهم عنه مع عدم وجود خطر يتهدّدهم فعلاً والحركة ناجحة مائة بالمائة لو استمرّت في إمكانياتها المتوفّرة حتّى مجيء الإمام السبط والتحاق الآلاف التي جاءت معه من مكّة بالحركة والتحاق بقيّة الكوفييّن والتحاق جيش البصرة ــ والذي كان في طريقه إلى الكوفة ــ وإعلان ابن الزبير حركته في مكّة وأهل المدينة في المدينة وغيرها من الأمور التي كانت مهيأة أو متوفّرة، لكن ما ليس بالحسبان قد وقع، وفلت الزمام سريعاً، والسبب الوحيد: الإشاعات والأراجيف فلا واقع يتهدّد الكوفيين.

ويتّضح من هذا إسفاف الوردي في قوله ــ إنّهم ألقوا بأنفسهم إلى التهلكة ــ ولو عرف مورد الآية وسبب نزولها ومجال تطبيقها لما استشهد بها.

وقوله: كُتب عليهم الفشل في كلّ سبيل سلكوه إلاّ سبيل الشهادة؛ فإنّي أجيبه أنّ من يُجاهد ويضحّي في سبيل دين تعداد نفوس أتباعه اليوم مليار ونصف من البشر فإنّه لم يكتب عليه الفشل في كلّ ما سلكه، ومن يعمل ويبلغ أتباع مذهبه وشيعته قرابة المائتي مليون فلم يكتب عليه الفشل ومن فكرهم وحديثهم ينتشر يوماً بعد يوم في كلّ جهات المعمورة حتّى في أقصى أراضيها فإنّه لم يكتب عليه الفشل ولم يُلقِ بنفسه في التهلكة، وإنّما الذي ألقى نفسه في التهلكة من باع دينه وآخرته بمتاع أيّامٍ قلائل ثمّ مات وتبرّأ منه حتّى أهل ملّته

نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست