responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 236

إنّ هذه الفعلة لا تدلّ على خساسة وحقارة ولؤم الفاعل فحسب ــ وإن دلّ ودل ــ بل الدلالة الأهمّ على وجهة السلطة الكافرة التي تحكم العالم من أقصاه إلى أقصاه ولا ترتكز على دين أو قانون أو عُرف أو أخلاقيات وسُنن.

وليست هذه لهم بأوّل فعلة فقد قتلوا القاسم بن الحسن وعبد الله بن الحسن وثالثة الأثافي وليست أخيرها جريمتهم الأعظم بذبح عبد الله الرضيع ولد الإمام الحسين عليه السلام ولم يتجاوز الأشهر الستّة في أحضان والده بعدما كاد أن يقضي عطشاً، إذ ما من مرضعٍ تمدّه بإرضاعها وقد أشرف الجميع على الهلاك عطشاً وجفّ عندهنّ الحليب، ومن قَبْلُ ما جرى للمحسن عليه السلام وأمّه ــ سيّدة نساء العالمين وقدّيسة آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ــ.

أي نفسٍ تسمح بقتل طفلٍ عمره ستّة أشهر بل تسمح بقضائه عطشاً وقد أذِن لهم الحسين بأخذه منه وسقيه الماء إن تخوّفوا أن يشرب هو أيضاً من الماء.

إنّ هذه الفئة الحاكمة الكافرة قد أسّست لهذا الخلق وهذه السيرة في منعطفات النفس البشرية وروّجت له وشجّعت عليه وبذلت لأجله العطايا والجوائز فتنافست الناس بهذا السلوك ونحوه لنيل المنصب والعطاء وللتقرّب من صاحب السطوة أكثر من الآخرين.

ولاستكمال سلسلة المحنة حرمت السلطة أفراد المجتمع من سبل العيش ومن حقوقهم، قهراً لهم وكسراً لشوكتهم واستدراراً لمثل هذه السلوكيات منهم، والتي من الممكن أن لا يقدموا عليها إلاّ والظرف هكذا والمنافذ أمامهم مسدودة وهو ما يعبّر عنه في زماننا بسياسة العصا والجزرة.

نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست