responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 235

السلطة ــ التي لا يحوي إهابها غير الغدر والدجل ــ تفريغ بعض غيظ الأمّة عن طريق إظهار بعض الاستقامة والعدل.

ومن أوائل نُذُر الثورة، ما صدر عن أهل الكوفة من ندم، وتقريع بعضهم لبعض على الجريمة النكراء التي صدرت منهم، وإشادتهم بأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإعلان تصميمهم على الائتمار بأمر زين العابدين لو دعاهم إلى الكفاح والجلاد.

غير أنّ الإمام القائد زين العابدين سخِر من ندمهم هذا واصفاً إيّاهم بالغدرة المكرة فأيّ عهدٍ هذا، وهم قد كاتبوا والده سيّد الشهداء عليه السلام عشرة أعوام معاهديه على النصرة والوفاء والتضحية دونه ثمّ تنصّلوا من عهودهم بأهون سبيل وأسرعه وانقلبوا إلباً لأعدائهم على أوليائهم بغير عدلٍ أفشوه فيهم غير الخسيس من الدنيا أنالوهم.

إنّ ما صدر عن ذلك الدنيء من قتل ولدي مسلم وفصل رأسيهما وهما الشريفان الغريبان الخائفان الجائعان اليتيمان المتّصل نسبهما بالبيت النبويّ، وبخلفاء وزعماء الأمّة، وهما أيضاً الطاهران في خُلقهما وخَلقهما ونشأتهما وصفاتهما، ويدلّ على مدى ما بلغته الأمّة من هبوط على يد بني أميّة وعلى يد التيّار الذي استلم قيادة الأمّة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

كيف سَمَحت نفس ذلك المجرم بذبحهما من الوريد إلى الوريد وفصل رأسيهما ولا تسمح قوانين العالم وأعرافها وفطرة الإنسانية عن الإتيان بسوء لمن هو في مثل هذا العمر ولم يصدر عنهما قتال ولا أذى ولا ما يستوجب أيّ ردّ فعل.

نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست