نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد جلد : 1 صفحه : 214
الخمسة آلاف رجل شرطوا للإمام أمير المؤمنين عليه
السلام نصرته حتّى تتحقّق أهدافه أو يموتوا دونه وشرط لهم على الله الجنّة منهم
مالك الأشتر وأمثاله ــ .
ونلاحظ أنّ من جملة التهديدات التي أدّت إلى انهيارهم: ــ
أ ــ التهديد بجيش الشام.
ب ــ قطع الرواتب.
ج ــ تشتيت جموعهم في سرايا الغزو والجهاد.
وقد أعلنها الإمام صريحة لمّا قال له الفرزدق عن أهل الكوفة: (قلوبهم معك
وسيوفهم عليك)، إذ أجابه الإمام عليه السلام:
«الناس عبيد الدنيا، والدين لعق
على ألسنتهم، يحوطونه ما درّت معائشهم فإذا مُحّصوا بالبلاء قلّ الديّانون»[197].
وقد صاغ الشيخ فتح الله الاصفهاني ــ شيخ الشريعة قائد ثورة العشرين نفس
المعنى بصياغة ثانية لظرفٍ عاشه: (أقول هذا مع علمي بأنّ الناس لا خير فيهم إذا
مسّ الدين دنياهم)[198]، وهذا معناه أن المأساة مستمرة،
لأن سببها قائم.
ولو كانت الروح التضحوية الفدائية متوفّرة كما هو المطلوب في مثل هذه الظروف
والثورات المصيرية التغييريّة، لما انهاروا سريعاً خلال يوم واحد، بل واصطفّوا في
سرايا وكتائب الجيش الأموي وخرجوا لحرب الإمام عليه السلام.
3 ــ عدم توفّر جانب الوعي عند الكوفييّن فمن يُقاسي مختلف ألوان الذُلّ