نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد جلد : 1 صفحه : 211
واعكس الأمر مع كلّ ناصب ومنحرف وحاكم فإنّهم ملأوا البلاد الإسلامية طولاً
وعرضاً بآل محمّد، فتكوا بهم وتركوا في دورهم النوائح ــ وما فيها غير الأرامل
والصبية الأيتام ــ والبؤس والفقر، وها هي قبورهم تملأ الأرض لكنّها تناطح السحب
علوّاً وعلى كلّ ضريح منهم يتكدّس الذهب والفضّة، وتقبّل الناس قبورهم وأعتابهم
وحيطان مشاهدهم وتقصدهم من أقاصي الأرض، وتبذل في سبيلهم النفس والنفيس وتُوجّه
السلام عليهم من قُرب وبُعد (السلام عليك يا ابن رسول الله... أشهد أنّك أقمت
الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت المعروف ونهيت عن المنكر وأحللت حلال الله وحرّمت
حرامه.. لعن الله من قتلك واستحلّ بقتلك حرمة الإسلام).
هذه قبور آل محمّد فبربّك قُلْ لي أين انتهى أعداؤهم ومناوئوهم ولِمَ لم
يهتمّ بها أعوانهم وأولياؤهم ومن سلك دربهم وحافظ على فكرهم:
في الطفّ ظهرت صفة الوفاء، من خلال الحسين الذي وفى بوعده لأهل الكوفة
بالقدوم عليهم واستعداده لعمل ما يخلّصهم من ظلم بني أميّة، ومن خلال صحبه الذين
وفوا بعهدهم معه، وظهرت صفة النصح للأمّة، وصفة حفظ الوعود والعهود، وظهر التديّن،
والورع، والعِفّة.
ومن الجانب الثاني تفوح صفات الغدر، والاحتيال، والكذب، والغشّ، والفسق،
والتمرّد على الله ورسوله وعلى كلّ القيم والمعاني السامية.