responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 159

وثانياً: إنّ بعض توضيحات الإمام له، يمكن أن لا تصلنا تاريخياً للزوم التكتّم في هذه الإرشادات والبيانات والتوجيهات، كما هو الحال في مثل هذه المهمّات ومثل هذه الظروف، ثمّ تذهب هذه الأسرار والبيانات مع صاحبها إلى العالم الآخر وتبقى الأمور مبهمة تاريخياً، حتّى يوضحها أحد المعصومين، أو تبقى سرّاً من الأسرار.

وثالثاً: على مسلم الالتزام بما في الرسالة إضافة إلى أوامر الإمام الشفهية والمتتابعة إليه أيضاً عبر السفراء الآخرين.

إلاّ أنّه ــ بحكم علمه وتديّنه وتقواه ــ يلزم عليه القيام بتكاليف أخرى دينية أو إنسانية بحسب متطلّبات الظروف ومستجدات الأحاديث.

الكوفة كانت تعيش غلياناً وأحداثاً مصيرية متسارعة، إذ هَلَكَ معاوية وقام يزيد مكانه، فقبل أن يلتقط يزيد أنفاسه ويعي الأمور، ويدرك وجهة الأحداث، لابدّ من عمل شيء سريع يقصم ظهره، ويشغله بجراحه، فعلى رئيس القوم أن يدير دفّة الأحداث ويوجّه جمهور الأمّة زعماءها لما فيه لمّ الشمل وحفظ النظام وإعداد العدّة للمواجهة ومشاغلة السلطة إلى حين تسديد الضربة القاضية.

الكوفة مقبلة على حدثٍ عظيم وهو قدوم سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليها لقيادة أهلها إلى ما به إحداث زلزال في كيان السلطة الحاكمة وإيقاظ الأمّة في عموم العالم الإسلامي وما به إنهاء مأساة البشرية المعذّبة المنهكة والإجهاز على البغاة المرتدين المجرمين، فكيف يمكن ترك الكوفة تجري فيها الأحداث كيفما اتّفق وبدون توجيه مركزي ودون السيطرة على الدفّة فيها

نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست