responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 122

المخالفة لنصّ الشريعة وروحها وأهدافها.

أيّ شيءٍ يُريده الإسلام من الحاكم والوالي يتحقّق في عهد بني أميّة أصلاً أو تحقّق لكم لا بمقاييس الشريعة وشروطها نعم تحقّق عكسه.

فالحُكم يُراد لنشر الإسلام، ولتطبيق القرآن والسُنّة، ولحفظ دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم، ولنشر الفضيلة، ولاستتباب الأمن، ولتهيئة الأجواء والأسباب لترقي المسلمين فكراً وسلوكاً وخُلقاً وكمالاً، ولتربيتهم على توجيه النظر أوّلاً إلى الحياة الآخرة مع عدم نسيان الحياة الدّنيا ونحو هذه من الأهداف الكثيرة جدّاً من عُهدة التكاليف المُناطة بها.

غير أنّ الحكم عند بني أميّة ونحوهم، أضحى لغايات أخرى، وعلى الحكّام والولاة والقضاة والشرطة وعلماء السوء، العمل ــ كلّ من جهته وبإمكانياته ــ لتحقيق هذه الغايات ومنها:

أ ــ حكر السلطة لبني أميّة، فهم الملوك، وهم الحكّام، وهم الأمراء، وبيدهم أزمّة الأمور، هُمْ ونساؤهم وذراريهم ومن يُحسب عليهم.

ب ــ فسح المجال لتمتّع بني أميّة بملذّات الحياة، بأقصى ما يُمكن فلا يتمنّون شيئاً وسُخّرت كلّ الإمكانيات التي يوفّرها الحكم لتحقيقه.

ج ــ أن تنهج الأمّة النهج الذي يرتئيه بنو أمية في العقيدة والفكر والسلوك وغير هذه من الغايات التي تدور في هذا الفلك ممّا لا مجال هنا لاستقصائه.

وقد عمل بنو أميّة وولاتهم على تحقيق غاياتهم وأهدافهم بكلّ قدرتهم وإمكانياتهم فقتلوا، وصلبوا، وسملوا الأعين، وشرّدوا، وهدّموا الدور، وشتّتوا

نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست