responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 111

ومع أنّ الظاهر من بعض المصادر، أنّ تكليف الإمام له مقتصر على استعلام الموقف الحقيقي للكوفييّن والكتابة إلى الإمام عليه السلام بصورة ذلك الواقع مع أخذ البيعة منهم للإمام، ويعجّل.

غير أنّه لم يتوقّف عند حدود هذا التكليف بل مضى أبعد من هذا بكثير بما أدّى به من تكليف كمؤمن يشعر بالمسؤولية تجاه الأحداث الجسام الجارية في هذا البلد، ويسعى في إبراء ذمته أمام المولى سبحانه وينصح لإمامه جُهْدَه، كما قام بالتصدّي لما يصطلح عليه في زماننا بالأمور الحسبيّة وهي الأمور التي تتطلّب موقفاً محدّداً غير أنّه لم يُعلم توجّه التكليف به إلى شخص ما فإنّ مسلماً سعى بكلّ جهده ليكون في مستوى الحدث فهو يدفع بالأمور إلى اتجاه المحافظة على الوضع الذي يهيئ الأجواء للإمام ويُنجح له سعيه، أمّا أنّ بعض سعيه لم تتحقّق به النتائج فهذا شيء لا يعود ملامته عليه فالمرء عليه أداء تكليفه وليس عليه استحصال النتائج الملائمة فإنّ النتيجة تتحقّق تبعاً لتحقّق أجزاء العلّة كلّها والجزء الذي أمره بيد مسلم قد حصل وبقي ما على غيره والآخرون نكلوا وخذلوا.

الواقع أنّه لم يمكن أمامه أن يفعل أكثر ممّا قام به وأنجزه وقد أدّى ما عليه، وليس على المرء أن يوفّق في مسعاه ويحقّق بل عليه السعي النزيه في حدود تكليفه وقدراته، والنجاح إنّما يتنجّز بمطاولة وتحقّق بقيّة الأسباب، ومنها: وفاء أهل الكوفة بوعودهم وصدقتهم فيما عاهدوا الإمام ومسلماً عليه، ولو حصل هذا لكنّا اليوم نعيش في كنف دول آل محمّد، استمراراً لحال أجدادنا، وستؤول منّا إلى أبنائنا.

نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست