responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 110

وهو مَنْ هُوَ في الصبر والحلم وسعة الصدر.

وأدّى التواكل والتمرّد المتواصل لأهل الكوفة على أوامر الإمام الوصي إلى أسوأ النتائج وأفدح الخسائر حتّى قال لهم الإمام عليه السلام:

«أفسدتم عليّ رأيي بالعصيان والخذلان حتّى لقد قالت قريش: إنّ ابن أبي طالب رجلٌ شجاع ولكن لا علم له بالحرب، لله أبوهم، وهل أحدٌ منهم أشدّ لها مِراساً وأقدم فيها مقاماً منّي، لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين، وها أنا ذا قد ذرّفت على الستّين ولكن لا رأي لمن لا يُطاع»[131].

وورد فيهم غير هذا كثير، بل اشتهر عنهم الغدر والخذلان فكم من حركة ثورية اعتمد قائدها على نصرة أهل الكوفة وإسنادهم فبايعوه وأعطوه العهد والميثاق ثمّ غدروا به وخذلوه وفرّوا إلى مأمنهم أو أسندوا عدوّه في مكافحته.

مثل هذه البلدة تحتاج لسفير وقائد ذي خصائص استثنائية، يتمكّن ممّا لا يتمكّن منه غيره بما يمتلكه من سعة صدر وبُعد نظر ومعرفة بطبائع المجتمع ويمتلك العلم والحزم إلى غيرها من الصفات المساعدة له في مثل هذه الحالة.

لقد كشف مسار الأحداث فيما بعد أنّ الإمام الحسين عليه السلام قد اختار الرجل المناسب لهذه المهمّة الشاقّة العسيرة فقد ظهر منه معتقد عظيم بالإمام وإخلاص ونزاهة وتفانٍ في جنب الله سبحانه وفدائية قليلة النظير.

سيرته في الكوفة تدلّ على ديانة عظيمة تؤكّد على أنّها ممّا لا مثيل لها في تلك الأيام وفي مثل ذلك الظرف مكاناً وزماناً.


[131] نهج البلاغة للسيد الرضي: الخطبة 27.

نام کتاب : مسلم بن عقيل عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست