responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 49

ولقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح والإيمان والعهود والمواثيق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا وقتلوا، ولم تفعل ذلك بهم إلا لذكرهم فضلنا وتعظيمهم حقنا فقتلتهم مخافة أمرٍ لعلك لو لم تقتلهم مت قبل أن يفعلوا أو ماتوا قبل أن يدركوا.

فأبشر يا معاوية بالقصاص، واستيقن بالحساب، واعلم أن لله تعالى كتاباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وليس الله بناس أخذك بالظنة، وقتلك أولياءه على التهم، ونفيك أولياءه من دورهم إلى دار الغربة وأخذك الناس ببيعة ابنك غلام حدث يشرب الخمر ويلعب بالكلاب، لا أعلمك إلا وقد خسرت نفسك وبترت دينك وغششت رعيتك وأخزيت أمانتك وسمعت مقالة السفيه الجاهل وأخفت الورع التقي لأجلهم والسلام[46].

وقد اطلع يزيد على هذه الرسالة وحاول أن يستفزّ والده ويحرشه لاتخاذ موقف قاس من الإمام عليه السلام أو يرد عليه برسالة استنقاص فأجاب معاوية: وما عسيت أن أعيب حسيناً، والله ما أرى للعيب فيه موضعاً[47].

ما صدر عن الإمام عليه السلام من خلال هذه الرسالة من أعلى مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو ما لم يكن ليقدم عليه غيره ولا له من الأثر لو كتب هذه الرسالة سواه، ويكفي بها سجلاً خالداً، على انحراف بني أمية وكفرهم وهمجيتهم.


[46] بحار الأنوار: ج44، ص212، عن الكشي؛ وروى ابن قتيبة عامة هذه الرسالة في كتابه، الإمامة والسياسة: ص202.

[47] بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج44، ص214.

نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام نویسنده : البغدادي، محمد    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست