لقد امتازت الطفيات المستقرأة من ديوان الشريف الرضي بالطول فانتظمت مكونات
بنائها بصور كلية، فقد بلغت أقصر قصيدة منها ستةً وعشرين بيتاً، وأطولها اثنينِ
وستينَ بيتاً، مما يشير إلى طول نفس الشريف الرضي في التعبير عن أحاسيسه ومشاعره
تجاه موضوع التجربة الشعرية. كما تشير إلى مسك الشاعر أدواته الشعرية بحيث لا يضيع
على المتلقي نشوته بالتحام القصيدة ووحدة مشاعرها من بدئها حتى نهايتها وكأنها بلا
نهاية، وهذا الأمر لم يكن متعلقاً بالطفيات فحسب وإنما بأغلب شعره.[66]
وإذا كان
الخط العام في مقدمات المرثية عموماً عند الشريف الرضي وهو أما أن "تبدو ذات
مقدمة حماسية أو فخر ذاتي وخيبة أمل وشكوى من الزمان مع احتفاظها بوحدتها
المضمونية الرائعة أوقد تكون مرثاة بلا أية مقدمة أو تكون مرثاة مدينة متميزة
بمضمونها وأبعادها السياسية والأخلاقية"[67] فإن الطفيات لم تبتعد عن هذا التقسيم
[66] ينظر بناء القصيدة عند الشريف الرضي: د.
عناد غزوان: 222. ضمن كتاب الشريف الرضي دراسات في ذكراه الألفية.