responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطفيات نویسنده : المصلاوي، علي كاظم    جلد : 1  صفحه : 133

وبعد هذه الأبيات الطللية الشجية يدعو بدعاء السقيا لهذه الأرض بقوله:

يا سقى الله معهداً قد سقتــــه ***   *** سحب أجفاني الدموع السجامـــا

فدعاء السقيا من عادات أهل البادية وهو دعاء الخير والبركة لأرض المرثي كما يمثل الخير والبركة الشاملة للأرض التي يحل بها الفقيد وتشير إلى كرمه أيضاً [310]، ولكن الشاعر هنا لم يخاطب السحب كي تهطل وإنما أشار إلى أن سحب دموعه قد سقت تلك الأرض قبل أن تسقيها السحب الحقيقية، ثم يعقب ذلك بقوله:

خيل القلب لي به وهو خـــــال ***   *** عرباً خيلهــم تحوط الخيامـــا

من بني غالب الألى في المعالـــي ***   *** غلبوا كل غالب لن يسامــــى

فهو ينتقل إلى موضوعه عن طريق تخيل القلب الذي هو أساس العاطفة والحب وأيضاً البكاء والحزن تخيله عرباً قد أحاطت خيلهم الخيام في ذلك المعهد على الرغم من تيقنه بأنه خال إلا من الذكريات الأليمة، ثم يحدد في البيت الذي يليه من هم وأي شأن سام لهم في المعالي، فهم بنو غالب أجداد الحسين عليه السلام المعروفون بعروبتهم وشجاعتهم وكرمهم ورعايتهم للذمار وحفاظهم على العهود والأمانات فهو من نسل هؤلاء الأفذاذ، ثمَّ يعرض حقد أعدائهم عليهم وثورة الحسين عليه السلام ضدهم.

وبهذا فإن الطلل الذي تحدث عنه لم يكن سوى أرض الطف التي استحضرها الشاعر في ذاكرته وخياله وهذا واضح من انتقاله من مقدمته الطللية إلى موضوعه الرئيس.

ونرى وقفة الطلل في قصيدته النونية الشهيرة التي مطلعها[311]:

هل بعد موقفنا على يبرين ***   *** أحيا بطرف بالدموع ضنينِ

وادٍ إذا عاينت بين طلوله ***   *** أجريت عيني للحسان العيــن

فتخال موسى في انبجاس محاجري ***   *** مستسقياً للقوم ماء جفوني


[310] ينظر الرثاء في الشعر الجاهلي وصدر الإسلام: 196.

[311] ديوان الشيخ صالح الكواز الحلي : 45.

نام کتاب : الطفيات نویسنده : المصلاوي، علي كاظم    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست