من المحاور
الموضوعية اللافتة للنظر في طفيات الشيخ صالح الكواز الحلي هو الشاعر نفسه، وقد
تجلى صوت الشاعر بصورة ملحوظة في مقدمات قصائده وخواتيمها، ولم يظهر في وسطها إلا
في قصيدة واحدة سنأتي عليها تباعاً..
أما ظهوره
في مقدمات قصائده فتجلى ذلك في خمس قصائد، إذ اتخذ من هذه المقدمات تمهيداً
لموضوعه الرئيس وهو رثاء الحسين عليه السلام وأصحابه وما جرى على نسائه وعياله من
سبي وتشريد، تناول الباحث إحداها في المحور الأول وقد بدا صوت الشاعر
في هذه المقدمات صوتاً حزيناً ملؤه الأسى والنحيب على من تذكرهم وتلمس ورأى رسومهم
وأطلالهم الشاخصة بعد أن رحلوا عنه وأصحروه وحيداً حزيناً متسائلاً، إذ قال[309]:
رحلوا والأسى بقلبــي أقاما
***
***
جيرة جارهم بهم لن يضاما
ذهبوا والندى فعاد المنـادي
***
***
لا يرى من يد الصروف اعتصاما
كم حبست الانضاء بالدار حتى
***
***
خلتها في وقوفها آكاما
وسألت الرسوم عنهم فما أغنى
***
***
سؤالي وما شفى لي سقاما
وإذا ما سألتهنَّ أعادت
***
***
في لسان الصداء منها الكلاما
وكأني كنت المناشد عنهم
***
***
وهي كانت مناشداً مستهاما