ونسلط اليوم الضوء على شاعر من شعراء الشيعة في حقبة مليئة بكبار الشعراء الذين تغنوا بحب أهل البيت والوفاء لهم، وهو الشيخ صالح الكواز الحلي والحقبة القرن التاسع عشر الميلادي الذي ضم مجموعة من الشعراء عاصروا شاعرنا وهم: السيد حيدر الحلي والسيد جعفر الحلي والشيخ محمد علي كمونة وجواد بدقت والشيخ محسن أبو الحب الكبير وغيرهم من أعلام هذا القرن البارزين.

واشتهر شاعرنا الشيخ صالح الكواز الحلي بقصائده في حب أهل البيت(عليهم السلام)، وقد نالت الإعجاب والاستحسان، فضلاً عن ذلك تجلت شاعريته وفنيته فيها، وإليها أشار السيد حيدر الحلي بقصيدته التي رثى بها شاعرنا رحمه الله بقوله[252]:

ووسم جامع ديوانه الشيخ محمد علي اليعقوبي هذه القصائد بعد أن أفردها بـ(العلويات)، وكان لنا نظر في هذا المصطلح وغيره من المصطلحات التي تعلقت بأدب الطف بشكل عام، وقد أوضحنا ذلك في تمهيد الكتاب، وانصبت الدراسة على هذه القصائد.

وتشكلت ملامح البحث من تمهيد ضمَّ شيئا من حياة الشاعر ومنزلته الأدبية، وعقب التمهيد ثلاثة محاور موضوعية تقدمها فرش عن أهمية موضوع القصيدة وترابط أجزاء بنائها بعضها بالبعض الآخر.

أما المحور الموضوعي الأول في طفيات الشيخ صالح الكواز الحلي فقد تناول الحسين عليه السلام ومصرعه على أرض الطف، وما مثله من قيم دينية وخلقية مقدسة، وتعلق بهذا المحور محور ثانٍ وهو أصحاب الحسين عليه السلام ووصف

[252] ديوان السيد حيدر الحلي: 2 / 137.