مقدمة الإجراء

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين سيدنا محمد خير خلق الله أجمعين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، ومن تبعهم ووالاهم بيقين... وبعد:

فإنَّ الشعر أو الأدب - بشكل عام - المتعلق بواقعة الطف خاصة، وبأهل البيت (عليهم السلام) عامة كان أدباً محظوراً تناوله بالتحليل والدرس في الحقبة الماضية، لذا كانت أغلب الدراسات المنجزة في هذا الجانب دراسات لم يكتبها أصحاب الشأن الحقيقيون، أو أصحاب الأرض الحقيقيون، وهذا لا يعني انتقاصاً مما كتبه الآخرون واجتهدوا فيه، ولكن الأولى ذلك وكما جاء في المثل المشهور: (أهل مكة أدرى بشعابها).

ولم يزل التراث الشيعي يحفل بكثير من العطاء على مر عصوره، وهو تراث ثرُّ معطاء، ويوجب انتماؤنا إليه الوفاء له ويتم ذلك بإحيائه واستخراج كوامن الإبداع والتفرد فيه حتى يشخص أمام أعين الآخرين من المتربصين والأعداء، وحتى لا يقولوا أو يتقولوا على هذا التراث ما شاء لهم القيل والقال، فقد بدأنا مرحلة جديدة يتوجب علينا فيها ويتحتم أن ننهض بتراثنا وننفض الغبار عنه حتى يعود بأبهى حلة، وأجمل صورة.