أما مذهب
البخاري الذي كان يعتقد به وكان سبباً في طرده من البلد فهو أنه كان يعتقد أن
أفعال العباد مخلوقة، أي: (حركاتهم وأصواتهم، وأكسابهم، وكتابتهم، مخلوقة)[459].
وهذا يعني:
أن فعل
المشرك مخلوق من الله، وكذا فعل السارق، وفعل الزاني، وجميع المعاصي والآثام وعليه
يبطل خلق الله للنار والجنة، والحساب، والميزان، والصراط، وتطاير الكتب، بل لا
حاجة للبعث والنشور ويوم القيامة فكل ذلك لا يعتقد به البخاري فهو يعتقد بخلق
أفعال العباد.
ولذا:
فقد هجره
الناس وهربوا منه ولم يبقَ معه إلا مسلم بن الحجاج صاحب صحيح مسلم، وأحمد بن سلمة[460]، فأي نهاية مأساوية تلك التي انتهى بها حال
البطل محمد بن إسماعيل، كما انتهى حال غيره من الأبطال الميثولوجيين أو الواقعيين،
سواء أكانوا رومانيين أم أفريقيين أم آسيويين، أم عرباً أم فرساً.
3 ــ الإجماع الشعبي ملمح مشترك بين
البطلين الأسطوري والواقعي[461]
من الركائز
المشتركة بين الأبطال أن يكون هناك إجماع شعبي وذياع صيت كبير وشهرة عالمية وهو ما
وجد في حياة (محمد بن إسماعيل).