وهذا يدل
على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أول ما ابتدأ في تكسير الأصنام في عام
الفتح وقبل دخوله مكة بكسر (مناة) وأن الذي تولى هدمها وكسرها هو الإمام علي عليه السلام.
ثانياً: هدمه لصنم طي (الفلس)
يستفاد من
العرض الذي قدمه الكلبي في كتاب الأصنام حول كسر صنم طي (الفلس) أن النبي الأكرم
صلى الله عليه وآله وسلم كان قد أمر علياً عليه السلام بهدم (الفلس) قبل الهجرة
وذلك كما يدل لفظه، حيث قال:
(فلم يزل
(الفلس) يعبد حتى ظهرت دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبعث إليه علي بن أبي
طالب فهدمه)[348].
ولا يخفى
أن الظهور يراد به بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما يراد به (العلو)
والانتشار، والهيمنة، وهذا ما لا يمكن أن يكون إلا من خصائص عام الفتح.
وقد دلّ
عليه قول الراوي:
وكان النبي
صلى الله عليه وآله وسلم بعث عليا فهدمه[349]
سنة تسع وكان معه مائة وخمسون من الأنصار[350].
ووجد عنده
سيفين، أحدهما يسمى (مخدماً) والآخر يسمى (رسوبا) وهما سيفا