فالرواية
وان كانت لم تذكر دار خديجة الا أن تحديدها للزمن الذي وقعت فيه وهو (الليلة التي
أمر فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علياً أن يبيت على فراشه وخرج فيها
مهاجراً)، يدل بشكل قطعي على خروجهما من دار خديجة لهذه المهمة وإليه عادا بعد
إتمامهما لهذه العملية التطهيرية، ثم قيام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
بالخروج من الدار حينما اجتمع القوم حوله.
وهذا كاشف
عن ان التوحيد ينطلق من دار خديجة وان عملية الإصلاح ومحاربة الباطل تخرجان من دار
خديجة أيضاً.
وإن نشر
التوحيد أوكل إلى أهل هذه الدار منذ أن دخلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
والى اليوم الذي يخرج منها ولده المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف لتكسير
الأصنام ونسف الجبت والطاغوت ودك عروشهما في بقاع الأرض جميعها.
خامساً: الحكمة في اجتماع تكسير الأصنام والمبيت على فراش رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة واحدة
إن اجتماع
عملية تكسير الأصنام والمبيت على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة
واحدة له من الدلالات ما لا حصر لها، ومنها:
1.
الملازمة بين التوحيد والنبوة فلا انفكاك بينهما، بمعنى: لا يتحقق التوحيد الا من
خلال الاعتقاد بالنبوة كما لا تتحقق النبوة الا من خلال الاعتقاد بالتوحيد.
2. ان
علياً عليه السلام اختاره الله تعالى لمسؤولية الدفاع عن التوحيد من خلال تكسير الأصنام
والدفاع عن النبوة حينما بات على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وهذا ما
لا يجتمع لبشر قط.