وتكشف
رواية الكلبي أن بعض العرب قد استجاب إلى هذه الدعوة، فأما الصنم (ود) فقد أجابه إليه
عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة، فدفع إليه فحمله إلى وادي القرى فاقره بدومة
الجندل؛ ثم سمت العرب به بعد.
وجعل عوف بن
عامر الذي يقال له عامر الاجدار سادنا له، فلم تزل بنوه يسدنونه حتى جاء الله بالإسلام.
وكان تمثال
(ود) على هيئة رجل كأعظم ما يكون من الرجال، قد نقش عليه حلتان، متزر بحلة مرتد
بأخرى، عليه سيف قد تقلده، وقد تنكب قوسا، وبين يديه حربة فيها لواء، ووفضة (أي
جعبة) فيها نبل.
باء: سُوَاعٌ
وأما الصنم
(سواع) فقد أقدمت مضر بن نزار على عمرو بن لحي فاستجابت لدعوته فدفع إلى رجل من هذيل،
يقال له الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة ابن إلياس بن مضر هذا الصنم.
فكان بأرض
يقال لها رهاط من بطن نخلة، بعيدة من يليه من مضر، وفيهم قال رجل من العرب:
تراهم حول
قيلهم عكوفا *** كما عكفت هذيل على سواع
تظل جنابه
صرعى لديه *** عشائر من ذخائر كل راع[182]
وكان سواع
على صورة امرأة، وكان قليل الذكر في أشعارهم[183].