responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تكسير الأصنام نویسنده : الحسني، نبيل قدوري حسن    جلد : 1  صفحه : 100

فقدم بها مكة ونصبها حول الكعبة)[165].

فكان أول من نقل الميثولوجيا الداعمة لعبادة الأصنام، وأنها القادرة على استجلاب المنفعة كالمطر ودفع المضرة كالعدو.

ولم يكشف أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي (المتوفى سنة 204هـ) عن هوية هذه الأصنام التي جاء بها من الشام، وهل اتبع هذه السفرة بسفرات أخرى؟ وهل جلب في غيرها أصناماً أخرى؟ لاسيما وإن الكعبة فيها أصنام كثيرة فضلاً عما جاءت به القبائل، وعن تداخل الروايات فيما بين الثالوث (مناة، اللات، العزى) وبين أصنام قوم نوح، إلا أننا يمكن لنا الوقوف على هوية هذه الأصنام من خلال قدمها عند العرب وعلاقتهم بها.

أولاً: ثالوث مكة قبل الإسلام

لم تكن فكرة الثالوث وليدة في مكة أو في غيرها من الجزيرة؛ بل هي فكرة قديمة بقدم الأسطورة التي سرت في الحضارات القديمة سواء التي كانت في أرض الرافدين أو في وسط آسيا لدى الهنود والصينيين أو لدى المصريين أو التي كانت في غرب الأرض لدى الرومان والأغريق.

بل لم تسلم منها حتى الديانات التي سبقت الإسلام.

فالثالوث لدى السومريين كان حسبما تقول بعض النصوص الدينية السومرية: (إنّ إليل هو ابن آنو (Anu) (إله السماء) من نسل أول زوجين إلهين وهما أنكي (Enki) ونينكي (Nin-ki) (سيد الأرض وسيدتها)[166].


[165] الأصنام للكلبي: ص8.

[166] المعتقدات الدينية لدى الشعوب، تأليف: جيفري بارندر، ترجمة د. إمام عبد الفتاح: ص13، ولقد همش المترجم على ما مرّ ذكره قائلا: (انكي هو سيد الأرض ويقابله في الأكادية أسم (أيا) وهو إله الحكمة والتعويذات وسيد محيطات المياه العذبة في جوف الأرض، وبذا يكون الإله أنكي هو إله الخير والعذوبة ومانح الخصب ومفجر الينابيع وزوجته نينكي، وإنكي هو الذي يدير شؤون القوى الإلهية (مه) وبذلك يدير شؤون الكون ويحدد نظامه) ــ ما يعد نفوذا لفكرة الثالوث في أرض الرافدين ــ.

نام کتاب : تكسير الأصنام نویسنده : الحسني، نبيل قدوري حسن    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست