responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الشيعة السياسي نویسنده : الجابري، عبدالستار    جلد : 1  صفحه : 66

كانت عليها السلام تبكي أباها ليلاً ونهاراً وهي تعلم أنّه لم يبقَ لها من العمر إلاّ أياماً قلائل، وكان بكائها الشجي الذي وُصِف بأن جدران المدينة كانت تحن لحنينها وتإن لأنينها بحيث عجز الرجال عن مزاولة أعمالهم والاسـتقرار في بيوتهم لأنّ بكاءها عليها السلام كان يهز أعماق القلوب ويكويها بنيران تأنيب الضمير مما جعل عواطف عامة المسلمين ترنو إلى آل البيت عليهم السلام بل وأصبحت الهمهة تسري داخل البيوت، فخشي رجال السلطة من مغبة الأمر فقرروا محاربة الزهراء عليها السلام في بكائها إذ أصبح يشكل إدانة واضحة لجميع أعمالهم.

فاجتمع زعامات السلطة القرشية وطلبوا مِنْ أمير المؤمنين عليه السلام أن يطلب من السيدة فاطمة عليها السلام الكف عن البكاء، لأنه يخل براحة أهل المدينة، وكان عليه السلام يعلم بما انطوت عليه أنفسهم ولكنه مع ذلك أبلغ الزهراء عليها السلام طلبهم فأبت إلاّ أنْ تستمر بالبكاء فأبلغهم عليه السلام أنّ الزهراء عليها السلام ترفض مطالبهم فقرروا الاستمرار في الضغوط على أمير المؤمنين عليه السلام لحين تحقيق ما يريدون وهو لا يستجيب لهم، ثم طلبوا منه أن يكون بكاؤها وقتاً دون وقت فأبلغها عليه السلام طلبهم، وأدركت عليها السلام مدى الضغوط التي تعرض لها أمير المؤمنين عليه السلام فطلبت منه أن تمضي النهار خارج المدينة تنعى أباها وتعود في الليل إلى بيتها، فأجابها عليه السلام إلى ذلك. فكانت تبكر مصطحبة الحسنين عليهماالسلام خارج المدينة تندب أباها مستظلة بأراكة هناك، ويعود بها أمير المؤمنين عليه السلام ليلاً إلى بيتها.

كان وجودها عليها السلام خارج المدينة يشـكل إدانة أخرى للحالة القائمة مما دفعهم لقطع الأراكة لتكون الزهراء عليها السلام تحت أشعة الشمس المحرقة عسى أن تكف عن بكائها، إلاّ أنّ أمير المؤمنين عليه السلام بنى لها داراً ـ عُرِفت بعد ذلك ببيت

نام کتاب : تاريخ الشيعة السياسي نویسنده : الجابري، عبدالستار    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست