responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الشيعة السياسي نویسنده : الجابري، عبدالستار    جلد : 1  صفحه : 150

القائد معسكر الإمام الحسن عليه السلام ليلتحق بمعاوية، وكان آخر من ارتكب تلك الخيانة الفضيعة عبيد الله بن عباس الذي من المفروض أن تكون أمامه جملة من الأمور المانعة عن ارتكاب مثل هذه الخيانة العظمى فهو ابن عم أمير المؤمنين عليه السلام وسبق لبسر بن أرطاة أن قتل له ولدين في اليمن، إلاّ أنّ هذه العوامل لم تمنع من ارتكابه الخيانة العظمى لله ولدينه ولإمامه.

كانت مجريات الأحداث تكشف أنّ نتائج الحرب لو وقعت لن تكون لصالح الإمام الحسن عليه السلام وأحسّ الخوارج أن لا أمل لهم في خوض الحرب ضد معاوية من معسكر الإمام الحسن عليه السلام فقرروا اغتيال الإمام عليه السلام.

تعرض الإمام الحسن عليه السـلام لمحاولتي اغتيال، الأولى أثناء أدائه للصلاة إذ رمي بسهم لم يؤثر فيه لأنه ومنذ بلغه مكاتبة زعماء الكوفة معاوية كان محتاطاً لنفسه فكان متدرعاً دائماً خاصة وقت الصلاة التي يسهل فيها عملية الاغتيال بسبب الانشغال بالعبادة والمناجاة، والثانية في مظلم ساباط في المدائن عندما طعنه أحد الخوارج بمغول في فخـذه وفي رواية في خاصرته وجرح جرحاً بليغاً اضطر معه للبقاء عدة أيام تحت الرعاية الطبية حتى تماثل للشفاء.

بعد الأحداث المريرة التي عاشها معسكر الإمام الحسن عليه السلام كاتبه معاوية لإجراء الصلح وتجنب الحرب بين الفريقين، فوافق الإمام الحسن عليه السلام على ذلك بشروط لم يحفظ التاريخ منها إلاّ القليل:

(واشترط عليه ترك سب أمير المؤمنين عليه السلام والعدول عن القنوت عليه في الصلاة، وأن يؤمن شيعته رضي الله عنهم، ولا يتعرض لأحد منهم بسوء، ويوصل إلى كل ذي حق {منهم} حقه، فأجابه معاوية إلى ذلك كله)[41].


[41] ـ عوالم الإمام الحسن عليه السلام ص158، ارشاد المفيد قدس سره، ص172.

نام کتاب : تاريخ الشيعة السياسي نویسنده : الجابري، عبدالستار    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست